د. ضيف الله مهدي
إذا وجدت شخصا متفلت وغير مؤدب وأي كلمات يكتبها ولا يهمه ، ثق تمام الثقة أنه ليس تربية والده ووالدته ، وأنهما كانا مشغولين عن تربيتهما بملذاتهم وخروجهم وذهابهم وتركا أمر التربية :
١- للشغالة
٢- للسائق
٣- للشارع
أما أولئك الذين يتعاملون مع الناس معاملة طيبة ولا يغلطون عليهم ، وإن انتقدوا انتقدوا انتقادا بناءً سواء بأسمائهم الحقيقية أو الأسماء المستعارة فهم تربية والديهم !!
لماذا ؟!
لأن الوالد والوالدة حريصان كل الحرص على ألا يلحقهم اللعن والسب .. لأن أي شخص يسبب أذى للآخرين كتابة أو لفظا أو سلوكا يرد مباشرة - إلا ما شاء الله - الله يلعن أمه ويلحق بالأم الأب . لماذا الأم ؟!
الأم هي أساس التربية وكثير من الرجال العظماء تربية أمهاتهم ولأنها الملتصقة به ولأنها تمضي وقتا طويلا معه في طفولته وترضعه من حنانها وحبها وحليبها ، ثم يأتي الأب لتعديل بعض الأمور البسيطة .. الإمام أحمد بن حنبل والإمام الشافعي والإمام ابن تيمية وكثير من العلماء والمربين والمخترعين تربية أمهاتهم إما لأنهم كانوا أيتاما أو كما قلت أعلاه .
أما الأبناء تربية الشغالات والسواقين فهم متفلتين .. ثم أم ترضع طفلا يختلف عن طفل ترضعه الصيدلية وأقصد الحليب المصنع . أم ذات أخلاق فاضلة وتربية حسنة وسلوكيات جميلة لا بد أن يكون بيتها رائع وجميل تشع منه الأنوار والروائح الحسنة الزكية ، تختلف عن أم تبيت في الكافيهات ومواقع التواصل الاجتماعي .
وأب حريص يختلف عن أب متفلت !!
وأنت امتداد لأبيك وجدك وجد أبيك وجد جدك ، فإن شئت أن تكون هكذا ( ذرية بعضها من بعض ) فافعل فليس أمامك ما يعيقك ومن خصائص سلوك الإنسان أنه مرن والمرونة قابلة للتعديل .
لا ينفعك الاسم المستعار إن تهجمت على الآخرين فإن الرقيب واحد والذي يسجل هو نفسه الذي يسجل عليك ما اقترفته .
الله سبحانه وتعالى قال لنا في كتابه الكريم : ( وقولوا للناس حسنا ) ولم يحدد الناس سواء الكفار أو المسلمون العرب أم العجم .
